تصميم مطار أبها الجديد- هوية معمارية تعكس روح عسير وتاريخها

المؤلف: حمود أبو طالب08.21.2025
تصميم مطار أبها الجديد- هوية معمارية تعكس روح عسير وتاريخها

في أعقاب إعلان الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، أمير منطقة عسير، عن تواصل وجيز مع سمو ولي العهد، والذي أسفر عن الموافقة على تصميم مطار أبها الجديد، نود أن نؤكد أن آلية تواصل ولي العهد مع فريقه الموسع ليست محض سر. فالجميع يشهد على تواجده الدائم واستجابته الفورية، حيث يرد على استفساراتهم دون إبطاء ويصدر توجيهاته الحاسمة دون تأخير. كل لحظة لديه ثمينة ومخصصة للعمل الجاد، وهو ما يفسر سؤال الرئيس ترامب له في الرياض: "هل تنام يا محمد؟" والذي لم يكن ضرباً من المبالغة.

لكن حديثنا اليوم لا يركز فقط على تفاني ولي العهد الدائم وإنجازه للمهام الجسام، أو أسلوبه الحكيم في اتخاذ القرارات الصائبة، فهذا الأمر بات معلوماً للقاصي والداني. بل سنسلط الضوء على تصميم مطار أبها الجديد، الذي وصفه سموه بأنه يعكس بحق مكانة مدينة أبها، بتصميمه المستوحى من الهوية الأصيلة والروح العريقة والتاريخ المجيد والتراث الزاخر لمنطقة عسير. هذا المنحى الميمون نأمل أن يعم كافة أرجاء مملكتنا الغالية، لا في المطارات فحسب، بل في جميع معالمها المعمارية البارزة، كالمباني الحكومية الشامخة والجامعات العريقة ومراكز التسوق الكبرى والمرافق الترفيهية المتنوعة، وغيرها الكثير. فمملكتنا تزخر بهويات معمارية فريدة تميز كل منطقة وتجسد إرثاً تاريخياً قيماً وتمثل بصمة مميزة لكل منها، ولكنها للأسف بدأت تتلاشى وتكاد تندثر، لتتحول إلى أطلال باهتة تفقد رونقها وجمالها.

إن ما شهدته مناطقنا من طمس للهوية العمرانية خلال فترة ازدهار البناء قد جعلنا عاجزين عن التمييز بين مدينة وأخرى. فالأحياء السكنية والمباني البارزة أصبحت نسخاً مكررة لا تكاد تختلف عن بعضها البعض، فلا فرق يذكر بين الرياض أو جدة أو الدمام أو تبوك أو جازان أو حائل. مبانٍ صماء لا تعبر عن أي تاريخ أو إرث أو هوية، مجرد كتل إسمنتية صامتة خالية من الروح.

ولكن ها نحن اليوم نشهد توجهاً محموداً لتغيير هذا النمط السائد، من خلال الحفاظ على الهوية العمرانية وإبرازها في مشاريعنا الرائدة. فالمطارات هي بمثابة واجهات مشرقة للمناطق، ومداخل جذابة إلى تاريخها وتراثها وثقافتها الأصيلة، ومن الأجدر بها أن تكون اللوحة التعريفية المميزة التي تعكس ذلك.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة